سلطة الظل .. كيف يحكم غير المرئي حياتنا ؟

نظنّ أننا نوجّه حياتنا بقرارات واعية، لكن الحقيقة أن ما لا نراه هو الأكثر تحكمًا بنا – فالطفولة تترك ظلالها في داخلنا، كلمة عابرة أو خوف قديم قد يوجّه اختياراتنا بعد عقود – والموروثات التي نحملها أشبه بأشباحٍ صامتة، لا نراها لكنها تهمس في أعماقنا وتحدّد مساراتنا وكأنها قوانين لا تُكسر.
الهواجس أيضًا تمارس سلطتها الخفية: خوفٌ من فقد، قلقٌ من خسارة، أو رغبة دفينة في إثبات الذات؛ كلها قوى غير مرئية تقودنا أحيانًا أكثر مما يقودنا العقل.
ويأتي المجتمع بدوره ليضع قوانين غير مكتوبة، أشد حضورًا من تشريعاته الرسمية، تجعلنا نطارد معايير ليست بالضرورة معاييرنا نحن.
الحرية الحقيقية لا تعني التخلّص من هذا الظل، بل الاعتراف بسلطته وفهم أثره – فما لم نواجهه في أعماقنا سيواصل قيادة حياتنا من حيث لا نعلم، ولن نعرف ذواتنا إلا حين نميّز بين صوتنا وصوت الظل الذي يرافقنا..
اكتشاف المزيد من عين الإخبارية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.