( الكبر شين )

( الكبر شين ) مقولة يتردد استخدامها بين أفراد المجتمع عندما يسند إلى شخص ما مهمة أيا كان نوعها ثم لا يتقنها أو لا يجيدها على الوجه المطلوب أو الأكمل بالحد الأدنى إلى هنا نبدو ضبابيين نحو ما نريد من تلك المقدمة الاستهلالية  .

نصاب بالذهول والاندهاش عندما تتحول شخصيات ( بعض ) كبار السن ممن تجاوزت أعمارهم بحر الستين والسبعين ربيعاً من الوقار والهيبة والحكمة إلى التمايل والتراقص كمراهق لم يتجاوز العشرين من عمره في ( المهرجانات التجارية ) في منظر مؤسف لا يستطيع المحب له أو حتى من لا يعرفه إيجاد التفسير لذلك الفعل سوى الدعاء لهم بصلاح حاله وأن لا يقع في ما وقع فيه ، ومتسائلاً ما الذي دعاه إلى ذلك وما هي ردة فعل أبنائه وأسرته حينما يشاهدوه أو يتداول مقطع مرئي له في منصات التواصل !

بالطبع القليل سيقول ( ماذا عليك منه ) أو اتركه وشأنه أو لست وصياً عليه وعلى أفعاله أو أنك تتحدث من برجك العاجي بالمثالية  … الخ .

وأقول لهم نعم بالفعل لست وصياً عليه ولا أفعاله الخارجة عن سياق الأدب ممن هم في سنه وعمره ولأن تلك لاتتناسب ومكانته الاجتماعية التي كفلها له ديننا الإسلامي الحنيف ووصفهم بالخيار والبركة ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : خياركم أطولكم أعماراً إذا سددوا  وأيضاً إن من إجلال الله إكرام ذا الشيبة المسلم وهاهو قدوتنا ومعلمنا الخير ورسولنا الكريم يضرب مثلاً في توقير الكبير في السن عندما جاء أبوبكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه بأبيه أبوقحافه إلى رسول الله يوم فتح مكة يحمله فقال له رسول الله لأبي بكر : لو أقررت الشيخ في بيته لأتينا .

وليت الأمر توقف عند ذلك بل أنسحب وتمددت ( حباله ) حتى وصل الحال إلى أن ( الأب ) بات يخجل من أبنه ويتوارى عنه ورؤيته في بعض الأماكن التي يرى أنها ” معيبة ” وبها من المتردية والنطيحة وحالهم كما قال الشاعر :

وَيَقْبحُ بالفَتَى فِعْلُ التَّصَابِي  .. وأقبحُ مِنهُ شَيخٌ قَد تفَتَّى

إذَا مَا لمْ يُفِدْكَ العِلمُ خيرًا   ..   فَخَيرٌ مِنهُ أنْ لو قَد جَهِلتَا

 وَإنْ ألقَاكَ فَهْمُكَ فِي مَهَاوٍ   .. فَليتَك ثُمَّ ليتًكَ مَا فَهِمتَا

تلميح

من الممكن أن نعيش بحيوية ونمارس ما نريد بدون أن نصبح نسخ هزلية مما كنا عليه في مرحلة الشباب ..  


اكتشاف المزيد من عين الإخبارية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى