كيف تودّع موظفًا بإنصاف ؟

في بيئة القطاع الخاص، ينسى بعض أصحاب المنشآت أن الموظف ليس مجرد رقم وظيفي، بل إنسان له مشاعر، وكرامة  وسنوات من العطاء. سنوات خدمته لم تكن لحظات عابرة، بل مراحل من التعب، والإخلاص، والمواقف التي لم تُدوَّن، لكنها صنعت فرقاً في مؤسستكم.

من الظلم أن يكون همّ المنشأة فقط المكاسب المالية، فوق احترام موظفيها ومشاعرهم. فربما خرج موظف من عندكم لكنه يذكركم بالخير والدعاء، لأنكم أنهيتم العلاقة باحترام وود. وربما خرج آخر وهو مجروح، مُهان، لم يُنصف، وسيبقى يذكركم بالموقف الذي اختصر كل ما مضى.

  نصيحة للموظف 

اعرف حقوقك. لا توقّع على أي ورقة دون قراءتها جيداً أو مراجعة من تثق به. لا تُجبر على التنازل عن مستحقاتك، فبصمتك قد تُسقط حقاً لك تعبّت لأجله سنوات. وكن مدركًا أن توقيعك قد يُستخدم ضدك، وإن أُرغمت، فدوّن تحفظك أو اطلب نسخة مما وقّعت عليه.

 نصيحة للمدير

اتقِ الله في موظفيك. المنصب لا يدوم، ودعوة المظلوم في جوف الليل لا تُرد، فقد قال رسول الله ﷺ: “اتقوا دعوة المظلوم  فإنها ليس بينها وبين الله حجاب.” رواه البخاري ومسلم.

لا تظن أنك انتصرت حين تُقصي (تستبعد أو تهمّش) موظفًا مميزًا، أو تجرّده من استحقاقه. ربما يسكت اليوم، لكنه يدعو غدًا، ودعاؤه يصل مباشرة إلى رب العالمين.

نصيحة لصاحب المنشأة  

لا تُمسك بمدير يُضيّع عليك الكفاءات، بسبب نرجسيته أو أمراضه النفسية أو شخصيته الحقودة. لا تصغِ فقط لحديث الإدارة وتُغلق أذنيك عن صوت الموظفين –  فالشكاوى تتراكم، وتظن أنها عابرة، لكنها مثل الوقود، تتكدس مع الزمن وتنتهي بانفجار يفقدك أفضل من خدموا منشأتك.

خاتمة

الانتماء والولاء لا يُشترى، بل يُبنى بالعدل والكرامة ، واجعلوا نهاية العلاقة المهنية صفحة طيبة تُطوى، لا جرحًا يُروى.

 مدربة ومستشارة أسرية وتربوية و تطوير وبناء قيادات


اكتشاف المزيد من عين الإخبارية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى