هل من الضروري أن نبرر اختياراتنا للآخرين ؟

في عالمٍ تزداد فيه سرعة الحكم، ويصبح فيه رأي الآخرين شريكًا غير مُعلن في قراراتنا، يُطرح هذا السؤال بإلحاح:
هل نحن ملزمون بتبرير اختياراتنا ؟ ولماذا يُتوقع منا أن نُفصح عما صمتنا عنه طويلًا ؟
التبرير ليس حقًا مكتسبًا للآخرين .. 

الاختيارات الشخصية، خاصة تلك التي تمسّ القيم، والخصوصيات، وتفاصيل الحياة اليومية، لا تُصنَّف ضمن الواجبات الاجتماعية. تبريرها ليس حقًا للناس، بل خيارًا للفرد.

فمن قال إن كل قرار يحتاج إلى تفسير ؟ ومن قال إن كل صمت هو سؤالٌ في انتظار إجابة ؟

متى يصبح التبرير ضرورة؟

رغم أن الأصل هو الصمت، إلا أن هناك لحظات يصبح فيها التبرير ضرورة أخلاقية أو إنسانية، منها :

1. عند تعارض القرار مع التزامات سابقة: كأن تنسحب من عملٍ أو وعدٍ أثّر على مسار مشترك. هنا يصبح التبرير احترامًا للآخر وليس ضعفًا.

2. حين يُساء فهم القرار على نحو مؤذٍ للسمعة أو العلاقات : في حال خلق الاختيار فجوة ، قد يكون التبرير جسرًا يرمم التصور.

3. عند القيادة أو التوجيه: القائد الذي يقرر دون تفسير يفقد ثقة فريقه، فهنا يكون التبرير أداة تواصل لا تبرئة موقف.

لماذا لا يجب أن نبرر دومًا؟

لأن التبرير المتكرر يُفقد الاختيار خصوصيته، ويحول المساحة الشخصية إلى ساحة نقاش عام الإنسان الذي يبرر كل شيء يفقد شيئًا من سيادته على ذاته، ويمنح الآخرين سلطة غير مشروعة على دوافعه.

نقطة أخر السطر

الاختيار واحة داخلية لا يفترض أن تُزرع بأعين الآخرين، والتفسير – حين يُمنح – ينبغي أن يكون من كرم الروح لا من ضغط السؤال.

لسنا ملزمين أن نشرح ما نحسّ به لمن لا يملكون اللغة ذاتها لفهمه .. 


اكتشاف المزيد من عين الإخبارية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى