أبو مرداع المشهور الأنموذج

أتى من مكان بسيط لم تصافحه يوماً المدنية وخيلائها ، أقتحم القلوب بعفوية غير متكلفة أو متصنعه كما يفعل غيره حتى أن هاتفه ( النقال ) يظل حبيساً في جيبه العلوي ساعات طويلة دون توثيق أو تصوير ليومياته الجميلة بتفاصيلها كما نشاهد من المحسوبين على ( مشاهير ) السوشل ميديا فتراه مرة في شعيب وهو ممر (  ترابي ) تنساب منه مياه الأمطار إلى وجهتها ( الكبرى ) وعندما يسمع ما يداعب مشاعره تجده يرقص بلا تمايل ( مخجل ) أو تميع وتارة أخرى تشاهده بجوار أغنامه يلاعبها وتطارده وأخرى مع قروب ( أبو حصة ) الذي تمسك به حتى فاضت روحه .

كانت بداية ظهوره بمقطع فيديو في حقبة ( الكورونا ) لا أعادها الله وكيف أنه أشتاق للخروج من الجلوس في البيت من الحجر الملزم وما لبث سوى أيام وسويعات حتى حقق مشاهدات عاليه قادته معها إلى الظهور على وسائل التواصل الاجتماعي حتى أحبه متابعوه رجالاً ونساءً صبية وشبابا لعدم تصنعه في تصرفاته التلقائية حتى ذاع صيته وبات أسماً معروفاً ونجماً لامعاً في تقديم المحتوى الهادف البسيط بلا ألفاظ خادشة أو أفعال غير مألوفة .

في منعطف حياته الأخيرة كان القدر يقترب منه شيئاً فشيئاً  فكلامه وتلميحاته وإيماءة وجهه كانت تنبأ بالرحيل من هذه الدنيا كـ ( تقمصه دور شخص ميت ) ثم قوله ( أريد أن أذهب إلى أرض لم يطاءها أحد ) وعلامات لم يكن يعرف أنها ستطوي مرحلة عمره عند الساعة الرابعة والنصف من ذلك اليوم رفعت الأقلام وصحف ( مشهورنا الأنموذج ) الخلوق لتطوي معها أياماً وسنيناً من رسمه الابتسامة على محيا الملايين من محبيه ومتابعيه بالإعلان عن وفاته في حادث مروري أليم رحم الله ( أبو مرداع ) وغفر له وأسكنه فسيح جناته العالية.

ختاماً شهد العالم بأسره كيف شيعت الجموع الغفيرة جنازة ( أبو مرداع ) إلى مثواه الأخير وكيف اكتظ الجامع الذي صلي عليه فيه داعين الله له ومبتهلين بأن يغفر لتلك الروح التي جمعت السماحة وسمو الأخلاق وعفة النفس والرفعة  حتى أضحت أيقونة بارزة في عالم ممتلئ بـ ( المشاهير ) ومقدمي المحتوى وما صاحبها من تبرعات خلال أقل من 19 ساعة جُمعت لبناء مبرة له ( مسجد ) وثناء كبار المسؤولين عليه عبر منصاتهم المختلفة لهو أكبر دليل على أن مشهورنا أبو مرداع سيظل استثنائياً رغم قصر المدة التي قضاها في منصات التواصل الاجتماعي  .


اكتشاف المزيد من عين الإخبارية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى