الذي يراقبنا ونحن نتجاوز انفسنا ..

ليس الزمن ذلك الخط الصامت الذي نعبره بلا اكتراث.. بل كيان خفي يختزن اثر كل خطوة نتقدم بها خارج حدودنا القديمة.
نحن لا نمضي فيه فقط.. بل نترك فيه نسخا متتابعة منا.. تراقبنا من الخلف وتختبر صدق تحولاتنا.
كل مرة نعتقد اننا تجاوزنا خوفا او عادة او وهما قديما.. يلوح الزمن كمرآة صبورة.. يسألنا بصمت :
هل التغير حقيقي ..!؟
ام مجرد تبديل اقنعة ..!؟
الانسان لا يتغير دفعة واحدة.. بل بالتراكم لحظات صغيرة.. قرارات تبدو عابرة.. تنازلات مؤلمة ومواقف صامتة تشكل منحنى التحول.
[ الزمن لا يستعجلنا ]
لكنه لا ينسى.. يمنحنا فرصة بعد أخرى لنعيد تعريف ذواتنا وفي كل مرة نختار فيها الهروب من مواجهة حقيقتنا.. يسجل ذلك
بدقة لا ترحم.
ليس عقابا.. بل تذكيرا بأن ما لم نفهمه سيعود في شكل جديد.
نحن نتجاوز انفسنا عندما نكف عن التبرير.. عندما نعترف ان بعض ما نحن عليه لم يعد يشبهنا.
هنا يصبح الزمن شاهدا لا حكما..
يراقب كيف نعيد ترتيب اولوياتنا وكيف نتخلى عن نسخنا السابقة دون ضجيج.
بعض التحولات لا تحتاج اعلانا.. يكفي ان يلاحظها الزمن ليمنحها شرعيتها.
المفارقة اننا نخاف الزمن وهو في الحقيقة
يخاف ثباتنا.
الركود هو عدوه الاكبر اما التغير الواعي فيكافئه بالاتساع.
كلما توسعت رؤيتك لنفسك.!
بدا الزمن اكثر مرونة وكأنه يتنفس معك.
عندها تدرك ان تجاوزه ليس سباقا ضده.. بل مصالحة معه.
الخلاصة :
في النهاية.. الزمن لا يراقبنا ليحاسبنا.!
بل ليتأكد اننا لم نعد عالقين في النسخة التي لم نعد نحتملها وحين ننجح في ذلك.. لا نشعر باننا كبرنا فقط.. بل باننا اصبحنا اقرب الى ذواتنا مما كنا نظن.
اكتشاف المزيد من عين الإخبارية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.



