الرياض للعالم .. قطر ليست وحدها

* موقف تاريخي في ساعة العسر

حين باغت العدوان الغاشم الإسرائيلي دولة قطر الشقيقة، واشتدت المحنة على أرضها وأهلها، أشرقت من الرياض رسالة أمل وموقف عزٍّ خالد، حملها التوجيه السامي الكريم بأن تكون كل إمكانات المملكة العربية السعودية رهن خدمة قطر بلا حدود. لقد بدا الموقف كفجرٍ يبدّد ليل العدوان، مؤكّدًا أن الأخوّة الخليجية ليست شعارًا يُرفع، بل فعلًا يُترجم وقت الأزمات.

* بعد استراتيجي ورؤية شاملة

لم يكن هذا التوجيه ردّة فعل طارئة، بل تعبيرًا عن نظرة قيادية عميقة ترى أن أمن الخليج واستقراره مصير واحد، وأن أي اعتداء على قطر هو مساس بجميع أشقائها. فالسعودية لم تنظر إلى قطر كجارٍ، بل كشقيقة في بيت خليجي واحد، يتقاسم الأمل كما يتقاسم الألم. وكما قال تعالى:

﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات: 10].

هذا البُعد الاستراتيجي يعكس حكمة القيادة السعودية في ربط الموقف الآني بمستقبلٍ أوثق من التكامل الخليجي والعربي.

* البعد الإنساني والأخوي

لم يخلُ الموقف من روح إنسانية أصيلة، تجلّت في نصرةٍ عملية تسبق الأقوال. لقد أدخلت السعودية الطمأنينة إلى قلوب الأشقاء في قطر حين وقفت إلى جانبهم في وجه العدوان، لتؤكد أن التضامن العربي ينبع من عقيدة راسخة: الأخ لا يُترك، والمصاب لا يُخذل.

وكما قال المتنبي مؤكدًا سمو الهمم : إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ **  فلا تقنعْ بمـا دونَ النجومِ

* انعكاسات عربية ودولية

إن هذا الموقف السعودي رسالة للعالم بأسره، مفادها أن البيت الخليجي – برغم العواصف – يظل متماسكًا، وأن العرب متى ما توحدت قلوبهم قادرون على صدّ العدوان وإبراز أنموذج فريد للتضامن. كما أنه يعزز ثقة الشعوب العربية في أن التضامن ليس حبرًا على ورق، بل واقعًا تصنعه مواقف الرياض.

* موقف سيخلده التاريخ

ما فعلته السعودية تجاه قطر لم يكن إجراءً سياسيًا فقط، بل هو عهد وفاء ودرس إنساني وأخلاقي، يبرهن أن المملكة هي القلب النابض للعروبة والإسلام، ودرع الخليج الحصين.

وسيظل هذا الموقف علامة مضيئة في التاريخ الحديث، يؤكد أن الخليج قادر – بقيادة السعودية – على تحويل المحن إلى فرص، وصناعة نهضة قائمة على الأخوّة الصادقة ووحدة المصير .


اكتشاف المزيد من عين الإخبارية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى