هل القراءة شغفاً وتعلّم أم ترفاً وتجّمل ؟

تتسارع الأحداث من حولنا ويملئ الضجيج عالمنا بلا انقطاع فتغدو الأصوات صاخبة والأفكار مشتتة واللحظات الثمينة تمر سريعًا دون أن نشعر بها. في هذا الزخم قد يغدو الكتاب ملاذًا هادئًا والصفحة نافذة على عالم آخر حيث يمكن للعقل أن يسترخي والروح أن تتنفس وحيث يمكننا أن نجد هدوءنا وسط الفوضى. القراءة ليست مجرد هروب من الواقع، بل هي أداة لفهمه واستكشافه وإعادة ترتيب أولوياتنا لتصبح حياتنا أكثر وعيًا وعمقًا واتزانًا.

فقد يظن البعض أن القراءة مجرد رفاهية أو وسيلة للتجمّل. بين صفحات الكتاب يكمن عالم كامل من الأفكار والمشاعر والمعرفة والعبر عالم يمكنه أن يغيّر نظرتنا للحياة ويضيء دروبنا المظلمة. القراءة ليست مجرد كلمات على الورق بل هي حياة تُعاش وعقل يُنير وروح تتغذى على الحكمة والخيال.

أول ما نزل من الوحي على النبي ﷺ كان أمرًا بالقراءة: “اقرأ”… تلك الكلمة التي تحدد مصير أمة وتثبت أن الطريق إلى العلم يبدأ بخطوة بسيطة، وبقلب منفتح وبعين تتمعن. فالقراءة ليست رفاهية للمتعة العابرة بل هي أداة للتعلّم والجسر الذي يربط بين العقل والعاطفة وبين المعرفة والفهم وبين الحلم والواقع.

إن القراءة أساس من أسس الوعي والمعرفة فلم تكن يومًا ترفًا يتجمّل به الإنسان بل هي مفتاح النجاح في شتى جوانب الحياة. بها تنار العقول، وتهذَّب النفوس ويرتقي وعي المجتمع. فالإنسان القارئ يختلف اختلافًا عظيمًا عن غير القارئ إذ تمنحه القراءة قدرة أوسع على الفهم والإبداع والابتكار وتجعله أكثر استعدادًا لمواجهة تحديات الحياة بنظرة أعمق وأوسع.

إنها ليست رفاهية بل أداة من أدوات التعلم والتميّز. وكلما تنوّعت قراءاتك، اتسعت معارفك وتغيّرت أهدافك نحو الأفضل وأصبح الطريق أمامك أوضح وأيسر. فالقراءة بحق قادرة على أن تغيّر نظرتك للحياة وتفتح لك آفاقًا لا حدود لها. فالقراءة ليست مجرد كلمات على صفحات بل هي حياة تُعاش، وأفق يُستكشف وعالم يُفتح أمامنا بلا قيود.

من يجعل القراءة عادة يومية يجد نفسه أكثر وعيًا وأقوى فكرًا وأعمق فهمًا لذاته وللحياة من حوله. فلتكن القراءة رفيقة دربك فهي الطريق الأقصر إلى المعرفة والجسر الأمتن نحو التميّز والنجاح والبوابة التي تفتح أمامك كل ما هو جميل وكل ما هو عميق في الحياة.


اكتشاف المزيد من عين الإخبارية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى