جامعة حائل .. باب واسع للفرص

تشهد مدينة حائل في السنوات الأخيرة حراكًا اقتصاديًا واجتماعيًا لافتًا، لم يأتِ من باب السياحة أو النشاط الصناعي، بل من باب التعليم الجامعي. فقد أصبحت جامعة حائل محطة جذب رئيسية للطلاب والطالبات من مختلف مناطق المملكة، وهو ما انعكس على اقتصاد المدينة بشكل مباشر؛ ازدحام الشقق والفنادق، ازدياد الطلب على السكن الجامعي، وتنشيط مختلف القطاعات الخدمية. وهكذا تحوّلت الجامعة إلى رافد حقيقي للتنمية في المنطقة.

جامعة حائل… باب واسع للفرص

ما يميز جامعة حائل عن غيرها أنها فتحت أبواب القبول بشكل أوسع وأكثر مرونة، فلم تجعل القبول الجامعي معادلة مغلقة أو شرطًا صارمًا لا يراعي الظروف الفردية للطلاب – هذه السياسة خففت من معاناة آلاف الأسر التي كابدت اثنتي عشرة سنة من الجهد والمتابعة لأبنائها، ثم تقف أمام أسوار الجامعات الأخرى لتجد الأبواب مؤصدة .
لقد اختارت جامعة حائل أن تكون جزءًا من الحل، لا جزءًا من الأزمة.

معضلة القدرات والتحصيلي

ورغم ذلك، ما زالت معضلة الاختبارات المعيارية (القدرات والتحصيلي) تمثل عائقًا أمام كثير من الشباب. فهل يُعقل أن يُختزل جهد 12 عامًا من الدراسة المتواصلة في اختبار لا تتجاوز مدته ساعات قليلة؟

الحصول على 60 أو 70 في هذه الاختبارات لا يعني الفشل أو العجز عن إكمال الدراسة الجامعية، بل قد يكون انعكاسًا لظرف عابر، أو توتر نفسي، أو فروق فردية طبيعية بين العقول –  وما يزيد الألم أن هذه الدرجة – التي تُحسب نجاحًا في الجامعة أو في اختبار رخصة مهنية – تُعد في اختبار القدرات “حكمًا بالإقصاء” عن المقعد الجامعي.

الأثر النفسي والاجتماعي

المشهد مؤلم حين يقف طالب أو طالبة عند بوابة الجامعة مكتوفي الأيدي، ينظرون إلى الداخل بحسرة، فقط لأن رقمًا ما لم يكن كافيًا. أسرٌ كثيرة شعرت أن كفاحها الطويل ضاع بسبب معيار لا يراعي الفروق والظروف – وهنا يتحول الحلم الجامعي إلى إحباط نفسي قد يسرق من الشباب دافعيتهم لمستقبلهم.

دعوة لمعايير أكثر عدلاً

القبول الجامعي ليس مجرد رقم على ورقة، بل هو مستقبل وطن ، نحن بحاجة إلى آلية أكثر عدلاً ومرونة، تجمع بين التقييم المدرسي الممتد لسنوات، والاختبارات المعيارية، بما يتيح لكل طالب أن يأخذ فرصته الحقيقية ، فالجامعة ليست مكانًا للنخبة وحدهم، بل هي فرصة لصناعة أجيال متنوعة في قدراتها وإمكاناتها.

كلمة شكر
شكرًا مدينة حائل التي استقبلت أبناء الوطن واحتضنت أحلامهم.
شكرًا أمير جامعة حائل
شكرا مدير جامعة حائل التي كانت وما زالت نافذة أمل بدلًا من أن تكون جدار رفض.
شكرًا لكل مسؤول يؤمن أن مستقبل الوطن يبدأ بفرصة تعليم تُمنح بعدل ورحمة.
فالتعليم ليس ترفًا، بل هو استثمار وطني واستراتيجي يعود نفعه على المجتمع كله .


اكتشاف المزيد من عين الإخبارية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى