السفر من الحاجة للبرستيج !

بات السفر في إجازة ( العطلة الصيفية ) أمراً واجباً ولم يعد ( مستحباً ) لدى الكثير من الأسر بل تعدى ذلك حتى وصل إلى أنه نوع من ” البرستيج ” ومدلول على الثراء والغنى والرقي والذوق الرفيع .. !
أثناء حضوري لإحدى مناسبات الزواجات في الإجازة الماضية ( وما أكثرها ) لأحد الأصدقاء وجدت نفسي مستمعاً ” رغماً عني ” لشخصين كانا بالقرب من مكان جلوسي ، إذ يقول لصديقه معقولة يبو فلان ما سافرت مثل باقي ” العرب ” في هذه الإجازة : فقال له لم يتيسر لي ذلك بسبب زواج أحد الأقارب وأيضاً ضيق ذات اليد .
أبتسم السائل وقال له الحل بسيط : قال كيف فأجابه : خذ لك ( قرض ) بالأجل ونسافر لإحدى الدول الباردة ونقضي كم يوم ونعود ، توقف صديقه الأخر برهة ثم أجابه : بالرفض لكونه مثقلاً بالديون والاستقطاعات بالإضافة إلى أقساط تمارا وتابي …. الخ .
ظل الأول يرمي شباك الإقناع ولكن لم تفلح تلك المحاولات رغم عرضه أسعار الطيران والشركات السياحية ثم قال له : لقد أخطأت بعرضي عليك موضوع السفر وكنت أريد تجديد نشاطك بدلاً من جلوسك في هذه الأجواء ( المغبرة ) ألم ترى أن الكل سافر شرقاً وغرباً وبقيت أنا وأنت هنا فقال له : وماذا افعل بهم .
نهاية الحوار قال له : من يجلس في الإجازة بمنزله يصفونه بـ ” المتخلف ” والبخيل والبعيد عن الموضة والمودرن !
فأجابه دعهم يقولون عني ما يشأون ثم نهض من مكانه وذهب إلى مكان أخر في المجلس واحتضن صديقه الأبدي ( الجوال ) وتسمر أمام شاشته مبتسما .
خلاصة المشهد أصبح بقاءك وأسرتك في منزلكما في الإجازة تخلفاً أو لم تعد ( مودرن ) والأمر ينسحب على أسرتك وأصبح وصمة عار في تاريخك ( الحياتي ) !
خاتمة
السفر عادة جميلة متى ما توفر فيه الاشتراطات اللازمة من الوقت المناسب والملاءة المالية والتنفيس من ضغوط الحياة أما أن يتحول إلى ( موضة ) للتصوير والتوثيق والاستعراض وما يترتب عليه من تكاليف مرهقة للأسرة هي في غنى عنها فهذا ( بطر ) وعله تتطلب علاجاً بالكي .
اكتشاف المزيد من عين الإخبارية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.