من الجمباز لتدريب المنتخبات السنية .. أحمد الحاج يفتح قلبه لـ ” عين ” الإخبارية

في مسيرةٍ امتدت لسنوات من العطاء والإنجاز، يُعد الكابتن أحمد محمد الحاج واحدًا من الأسماء البارزة التي تركت بصمة واضحة في ساحة كرة القدم السعودية، لاعبًا ومدربًا ومربيًا للأجيال داخل الميدان وخارجه.

بدأ مشواره من نادي الأنصار ونادي أحد بالمدينة المنورة، حيث صنع طريقًا مليئًا بالاجتهاد والإصرار، قبل أن يتدرج فنيًا ويصل إلى تدريب منتخبات المملكة السنية، مسهمًا في بناء قاعدة صلبة من المواهب التي مثّلت المملكة في المحافل الآسيوية والعربية والخليجية ويحمل الحاج درجة البكالوريوس في التربية الرياضية من جامعة الملك عبد العزيز، ويملك سجلًا تدريبيًا ثريًا.

الدورات التأهيلية والتدريبية 

كما حصل على دورات تأهيلية محلية ودولية، أبرزها الدورة الدولية للمدربين بمعهد إعداد القادة بالتعاون مع الهيئة البريطانية للتدريب، وعمل كذلك رئيساَ لقسم النشاط الرياضي بتعليم منطقة المدينة المنورة، جامعًا بين العمل الميداني والإداري  ليصنع رؤية متكاملة لتنمية المواهب وصناعة جيل رياضي واعد، وتزدان مسيرته بالمشاركات الخارجية، حيث قاد المنتخب السعودي للناشئين في بطولات آسيوية وعربية وخليجية، محققًا مراكز متقدمة، ومثبتًا أن الكفاءة الوطنية قادرة على التميز حين تتوفر الثقة والدعم.

في البداية وعبر ” عين  ” الإخبارية ، يفتح الكابتن أحمد الحاج قلبه للحديث عن تجربته الثرية، ورؤيته لمستقبل كرة القدم في المدينة المنورة، ودوره في صناعة الأجيال المقبلة من اللاعبين والمدربين.

كيف كانت انطلاقتك في عالم كرة القدم؟

كانت بدايتي بعكس المتوقع من بوابة الجمباز بعمر 9 سنوات تقريبًا، وأرى دائمًا أن الجمباز هو أفضل قاعدة لأي لاعب، لأنه يصنع الجرأة والتوازن والقوة والسرعة ودقة التنسيق. بعدها انتقلت إلى كرة القدم عبر الملاعب المدرسية، ثم إلى نادي الأنصار الذي احتضن أولى خطواتي الرسمية.

حدّثنا عن تجربتك مع نادي الأنصار … ماذا تعني لك تلك المرحلة؟

تجربتي مع الأنصار كانت محطة فاصلة وحاسمة. من خلاله عُرفت كلاعب، ومن خلاله وصلت للمنتخب. تنقلت من الناشئين حتى الفريق الأول، وحققنا بطولات على مستوى المنطقة والمملكة. هذه المرحلة تمثل جزءًا عزيزًا من ذاكرتي ومسيرتي.

ما أبرز المحطات المهمة في مشوارك كلاعب ثم كمدرب؟

هناك محطات كثيرة صنعت شخصيتي. انتقالاتي داخل النادي، وتجربتي في تدريب نادي أحد ومنتخب المملكة التعليمي، ثم وصولي للمنتخبات، وأخيرًا عملي الإداري في التعليم… كلها نقلات نوعية شكّلت مساري من لاعب إلى مدرب ثم إلى إداري.

من هي الشخصيات التي أثرت فيك ودعمت مسيرتك الرياضية؟

والدي – رحمه الله – هو الداعم الأول في كل خطوة. كما تأثرت بعدد من القامات الرياضية : الأستاذ عبد الله مهلهل، والأستاذ صبري راجح رحمه الله، والأستاذ عصام الخميس رحمه الله، وكذلك الأستاذ عبد الله مصليخ. لكل واحد منهم بصمة واضحة في رحلتي.

ما أهم محطاتك في الطريق إلى تدريب المنتخب؟

الوصول لتدريب المنتخب السعودي للناشئين كان أحد أهم المنعطفات في مسيرتي. الوصول لقمّة الهرم مسؤولية كبيرة وشرف عظيم.

كيف تصف تجربتك مع منتخبات المملكة للفئات السنية ؟ وما أبرز التحديات؟

تجربة مليئة بالفخر. أبرز التحديات كانت غياب دوري واضح للفئات السنية في ذلك الوقت، إضافة إلى مشكلة فارق الأعمار بين التقويم الهجري والميلادي في البطولات الخارجية، قمنا بجولات ميدانية في مختلف مناطق المملكة لاكتشاف المواهب  وكان العمر التدريبي لمعظم اللاعبين “صفرًا”، فبدأنا معهم من الأساسيات حتى وصلوا إلى مستويات مميزة.

ماهي الذكريات التي لا تُنسى خلال مشاركاتك الآسيوية والعربية والخليجية؟

أبرزها بطولة أندية الخليج للبراعم تحت 13 عامًا… كان أمامي 12 تمرينًا فقط لاختيار 21 لاعبًا من أصل 55. ورغم ضيق الوقت، حققنا نتائج مميزة، وكثير من أولئك البراعم أصبحوا اليوم نجومًا كبارًا.

ما سر نجاحك في تحقيق مراكز متقدمة رغم قوة المنافسة؟

العمل على الروح والانتماء، وصناعة ذهن اللاعب قبل قدمه. لم نكن نبحث عن الفوز وحده، بل عن بناء لاعب فاهم لدوره التكتيكي والمهاري.

ما أثر الدورات المحلية والدولية في فكرك التدريبي؟

الدورات الدولية منحتني رؤية أعمق في التخطيط والمنهجيات وإدارة المواهب والتدرّج التدريبي العلمي. وهي أكثر دقة وتطبيقًا من المحلية، رغم أهمية كلتيهما.

هل البيئة التدريبية في المملكة كافية لتطوير المدرب السعودي؟

تحسنت البيئة بشكل واضح، لكنها ما زالت بحاجة للمزيد من الاستثمار في المنشآت والمراكز المتخصصة، مع إعطاء المدرب السعودي فرصًا أكبر.

كيف أثرت تجربتك في إدارة النشاط الرياضي على رؤيتك؟

كانت تجربة مفصلية. حققنا إنجازات عديدة، كما حصلت على أربعة خطابات شكر من الوزارة. وأبرز ما عملنا عليه كان مذكرة التفاهم بين نادي أحد والأنصار وتعليم المدينة، التي تضمنت منشآت مشتركة وتعاونًا فنيًا واكتشاف مواهب… ورغم توقفها لاحقًا، إلا أنها كانت خطوة مهمة.

كيف تقيّم مستوى الكرة السعودية اليوم؟

المستوى في تصاعد كبير بفضل مشاريع التطوير والدعم غير المسبوق للدوري السعودي.

ما تقييمك لأندية المدينة المنورة؟

الأندية تمتلك تاريخًا وقاعدة جماهيرية ودعمت المنتخبات باللاعبين والمدربين الأكفاء، لكنها تحتاج دعمًا أكبر واستقرارًا إداريًا وفنيًا للعودة لمكانتها الطبيعية.
ما رؤيتك لعودة أندية المدينة للواجهة؟
الانطلاقة من الفئات السنية، وتطوير البيئة والمنشآت، والابتعاد عن الانتقائية، مع وجود إدارة محترفة تعمل بمنهجية واضحة.

 

هل الاهتمام بالفئات السنية يسير في الاتجاه الصحيح؟
هناك تحسن واضح بعد إطلاق دوري البراعم لجميع الفئات من 11 إلى 21 سنة، وهو خطوة جوهرية في الاتجاه الصحيح.

لماذا لا يظهر رجال الأعمال في المدينة بالدور المأمول لدعم الرياضة؟
الدعم موجود لكنه دون الطموح. الرياضة اليوم صناعة اقتصادية ضخمة وتحتاج استثمارًا جادًا ومستدامًا.

رسالتك لرجال الأعمال والمستثمرين؟
الاستثمار الرياضي فرصة ذهبية، وأنديتنا بحاجة لدعمكم لتحقيق طموحاتها.

كيف يمكن لأندية المدينة العودة للمنافسة الوطنية؟
بالعمل المؤسسي، واكتشاف المواهب، وتطبيق منهجيات احترافية في الإدارة والتدريب.

ما رأيك في واقع الأكاديميات الرياضية في المدينة؟
ما لدينا هو مراكز تدريب وليست أكاديميات كاملة. الأكاديمية الحقيقية تحتاج سكنًا ومناهج وجيمًا ومطعمًا وخدمات متكاملة. ورغم ذلك، تسهم هذه المراكز في نشر ثقافة كرة القدم.

ما أصعب موقف مررت به؟
من أصعب المواقف كانت فترة اختيار لاعبي المنتخب قبل البطولات الخليجية والدولية في وقتٍ ضيّق جدًا. ورغم التحديات، استطعنا – بفضل الله – تحقيق مستويات مشرّفة للوطن.

 

ماهي طموحاتك القادمة ؟ وما رسالتك للجيل الصاعد؟

طموحي هو مواصلة خدمة الرياضة السعودية أينما كنت، والمساهمة في تطوير كوادرها ولاعبيها بما يواكب التطور الكبير الذي تعيشه المملكة.

ولرسالتيّ للجيل الصاعد:  الالتزام بالقيم والأخلاق الإسلامية، والجدية والانضباط في التدريب، هي الأسس التي تصنع لاعبًا ناجحًا داخل الملعب وخارجه. لا شيء يعوّض الالتزام… فهو سر الاستمرارية وصناعة الفارق.”

من أبرز اللاعبين الذين دربتهم؟

منهم: ياسر الشهراني، معتز هوساوي، عبد الله عطيف، هتان باهبري، فهد المولد (شفاه الله)، عبد الرحمن غريب، راغد نجار، علي الأسمري… وغيرهم الكثير من نجوم المملكة.

كلمة أخيرة عبر ” عين ”  الإخبارية : أتقدم بخالص الشكر والتقدير لصحيفة عين الإخبارية على إتاحة هذا الحوار للحديث عن الرياضة السعودية والحراك الرياضي المتنامي في منطقة المدينة المنورة. ويشرّفني الظهور عبر منبركم برؤية تسهم في خدمة الرياضة وترسيخ دور المواهب والكوادر الوطنية في صناعة مستقبل مشرّف يليق بوطننا الغالي.


اكتشاف المزيد من عين الإخبارية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى