لماذا نغضب من الأشياء التي تشبهنا ؟

يحدث أن نلتقي بشخص يشبهنا في تفصيلة صغيرة فنشعر بالغضب وكأن شيئًا داخلنا ضرب على وتر حساس.
قد نظن أن غضبنا موجه إليه.. لكن الحقيقة أن ما أثارنا لم يكن فعله وحده.. بل ما أيقظه في أعماقنا.

فالإنسان كثيرًا ما يغضب من انعكاسه.. نثور على صفة نراها في غيرنا لأنها تذكرنا بجانب حاولنا إخفاءه أو تجاوزه: (تردد) نخجل منه.. (ضعف) نحاول الهروب منه.. (حساسية) نغطيها بقناع القوة.
ولهذا يكون الغضب أكبر من الموقف لأن جذره ليس في الخارج.. بل في الداخل الذي لم نصلحه بعد.

حين يظهر أمامنا شخص يتصرف كما كنا نتصرف أو يحمل ما نظن أننا تجاوزناه.. نشعر أن صورتنا عن أنفسنا تهتز.
فنحن نبني لأنفسنا نسخة نعتقد أنها الأقوى أو الأفضل وعندما يذكرنا الآخر بأننا نملك نفس الملامح التي ننتقدها فيه.. نشعر بأننا نواجه حقيقة لا نريد رؤيتها.

هنا يتحول التشابه إلى تهديد والغضب إلى محاولة دفاعية لحماية هوية نخشى أن تتشقق.

الغضب في جوهره ليس صراعًا مع الآخر بل مع ذواتنا المؤجلة.

ليس رفضًا للسلوك فقط.!

بل رفضًا للمرآة التي تعيد إلينا ما هربنا منه وربما لهذا السبب نكون أكثر قسوة على من يشبهنا.. لأننا نحكم عليه بالعقوبة التي تمنينا لو لم نستحقها يومًا.

لكن الأمر يتغير حين نتوقف قليلًا ونسأل أنفسنا : لماذا أزعجني هذا.! ؟ وما الذي يشبهني فيه.!؟

عندها نكتشف أن التشابه لم يكن خصومة بل تنبيهًا وأن الغضب لم يكن انفجارًا بل رسالة تقول: هنا منطقة تحتاج أن تُفهم.

وحين نفهم غضبنا.! نصبح ألطف في أحكامنا وأعمق في رؤيتنا وأكثر صدقًا مع أنفسنا.

فنكتشف أن أقسى انفعالاتنا لم تكن ضد الآخرين… بل كانت محاولة لنفهم ما أخفيناه في داخلنا طويلاً


اكتشاف المزيد من عين الإخبارية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى