القيادة التي يُخلِّدها الذِّكر… لا المناصب

تمر الأعوام وتتبدل المواقع وتتعاقب الأجيال، غير أن الأثر الصادق لا يزول، والقيادة الحقيقية لا تُنسى.
وفي يوم المدير العالمي، السادس عشر من أكتوبر، نقف وقفة تقديرٍ ووفاءٍ لأولئك القادة الذين لم يصنعوا نجاحاتهم بالأوامر، بل صنعوها بالقدوة، وبعظمة الموقف، ونُبل التعامل، وصدق الانتماء.

لقد مرّ في مسيرتي المهنية رجالٌ كانت قيادتهم مدرسة، وتعاملهم سيرة، وبصمتهم شاهدة على زمنٍ من الصفاء والإخلاص؛ رجالٌ جمعوا بين الحزم والرقي، بين الإدارة والإنسانية، فغرسوا فيمن حولهم قيماً لا تبهت، واحتراماً لا يزول.

أتذكر منهم بكل فخرٍ وإجلال : الأستاذ زهير يؤنس، والأستاذ محمد عبد الصمد، والدكتور فهد القايدي، والأستاذ أحمد باتع و الأستاذ محمد قشقري والأستاذ أحمد الحاج .

هؤلاء القادة الأجلّاء، ما زال حضورهم ماثلاً في ذاكرة من عمل معهم، لأنهم لم يكونوا مجرد مدراء، بل كانوا قدوةً في الموقف، وعوناً في الشدة، وسنداً في دروب العمل.

لقد حملوا مسؤولياتهم بإخلاصٍ ووعي، وأداروا مهامهم بعقلٍ راجحٍ وقلبٍ رحيم، فاستحقوا أن يُكتب اسمهم في سجل الوفاء.

فجزاهم الله خير الجزاء عمّا قدموه من إخلاصٍ وتفانٍ لوطنهم ومجتمعهم، ولمن لا يزال منهم على رأس العمل نقول: إن استمرار عطائكم شاهد على أصالة قيادتكم – وأما من ترجّل عن ميدان العمل، فذكراه لم تغب يوماً، ودعاؤنا له لا ينقطع، فالأوفياء لا يغيبون عن القلوب.

قد يطوي الزمن صفحاته، وتتعاقب الأسماء والمناصب، لكن القائد الحقيقي يبقى خالداً بأثره، حاضراً بذكراه، ماثلاً في القلوب مهما ابتعد عن الميدان.

إنهم أولئك الذين قادوا بالعقل قبل القول، وبالخلق قبل السلطة، وبالقدوة قبل القرار، فتركوا خلفهم إرثاً من الوفاء، وسيرةً من النقاء، وعلامةً من التميّز لا تمحوها السنوات.

ختاماً: ما أعظم أن تكون قائداً يُذكر بالخير بعد غيابه، وأن تبقى كلماتك وتوجيهاتك تُستعاد كلما ذُكر اسمك – فالقادة العظام لا يُودَّعون… بل يُخلَّدون في ذاكرة كل من مرّوا بهم، لأنهم تركوا في كل قلبٍ أثراً، وفي كل طريقٍ بصمة، وفي كل لحظةٍ درساً في الإخلاص والقيادة الحقة.

همسة 
وسيبقى الوفاء لهم ديناً في أعناقنا، نؤديه بالدعاء، ونرويه بالذكر الطيب، ونحمله للأجيال القادمة مثالاً على أن القيادة ليست موقعاً يُمنح، بل روحاً تُورَث… وأثراً لا يُمحى .


اكتشاف المزيد من عين الإخبارية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى