الحضارة اللندنية مع الصراف الألي والفاكس

– الأستاذ أحمد الحفظي- الذي يجيد قدح شرارة ذاكرة من حوله، ولو في أمثال جذوة (كعشة) ذاكرتي المتمردة – استشهد على إحدى منصات محايل الثقافية بأبيات لأبي تمام، جاء فيها :

من لي بإنسانٍ إذا أغضبتُهُ
وجهلتُ كانَ الحلمُ ردَّ جوابِهِ
‏وإذا صبوتُ إلى المُدامِ شربتُ
من أخلاقهِ وسكرتُ من آدابِهِ
وتَراه يُصغي للحديث بطرفهِ
وبقلبهِ ولعلهُ أدرى به

فتذكرت إن قصيدة لأبي، وكان من المجددين في عصره، عُرضت على أعرابي شاعر بالسليقة، فقال ؛اما انه أشعر الناس  وإما ان جميع الناس أشعر منه!

والاعرابي هنا معذور، فأبوتمام كان يرتحل إلى بيزنطة (الشام) من وراء الناس، فيقرأ في المنطق والفلسفة، ويحتك بدواوينها وأسواقها وناسها، فانعكس ذلك في شعره بشكل لم تعتده البادية، وهو الشيء الذي نَصَّبَه -لاحقاً- قائداً للتجديد الذي خض الساحة الشعرية في زمانه، فقال البدوي (الأعرابي) طرفته الشهيرة ذي عن أبي تمام “اما انه أشعر الناس، وإما ان جميع الناس أشعر منه” أي ؛ ما يفهم (طبعلسة) هههههههه .

– عودة أبي تمام من بيزنطة المتحضرة وموقف مجتمع البادية منه التي لخصها الأعرابي في مقولته الشهيرة، تذكرنا بعودة الأستاذين محمد عسيري وسليمان أبو علامة رحمه الله إلى محايل عسير من لندن التي ذهبا إليها لدراسة اللغة الإنجليزية ١٣٩٩هـ،،!

– فنقلاً عنهما وخاصة الأستاذ محمد عسيري بما أنه لايزال حياً، يمكن التواصل معه والاستزادة منه أو التصويب، له ولكم طول العمر، يقل؛ عندما عدنا من لندن في إجازتنا الأولى، حدثنا الجماعة عن الحضارة اللندنية، فذهلوا واستغربوا، وخاصة اثنتين (قصتين) منها لم يهضمهما البعض :

الأولى/ الفاكس، والثانية / الصراف الآلي وبطاقة الصرافة !
فأشاع المتظرفون عنهما مقولة ( سليمان وعسيري، يقولون ؛ امرسالة تصلهم في دقائق من الرياض وهم في لندن  وامقروش يستخرجونها أو تخرج لهم من امجدار} هههههه هههههه !

– عملياً أو منطقيا هو توجس في مكانه لمجتمع كان ينتظر شهراً كاملاً وأكثر لتصله رسالة من الرياض والدمام وتبوك قبيل الـ1400 هـ، ومعها أيضاً كيف يصدق مجتمع حينذاك ان امقروش (الفلوس) المحروزة في(امكمر) تتناثر من الجدار!، وذي المذهلة الثانية في مرويات الزميلين عن بيزنطة أبي تمام (لندن سليمان وعسيري) .

– فكما بقيت مقولة الأعرابي “اما انه أشعر الناس، وإما ان جميع الناس أشعر منه” تلاحق أبا تمام، بقيت مقولة ( سليمان وعسيري، يقلون ؛ امرسالة تصلهم في دقائق من الرياض وهم في لندن، وامقروش يستخرجونها أو تخرج لهم من امجدار)  تطارد عسيري وأبا داوود إلى ان فتح الله علينا وتعلمنا وتطورنا فصدقنا !

– والعهدة على الصادق أستاذي محمد علي محمد عسيري الذي شرفت بتعليمه لي سنتين في اللغة الإنجليزية ، وبالمناسبة ؛ أبوعلي من الضالعين فيها تحدثاً و كتابة، ورحم الله أبا دوود رفيق دربه ودربنا، وهذه تحيات الداعي لكم بطول العمر : محمد علي الشاعري.


اكتشاف المزيد من عين الإخبارية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى