د. الشهري : تطرف نتنياهو وصل للخَرَفْ السياسي وسيوصل كيانه للانهيار

علق المحلل السياسي ورئيس منتدى الخبرة السعودي والباحث في العلاقات الدولية د . أحمد بن حسن الشهري على تصريحات نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة بشأن خريطة إسرائيل الكبرى خلال مقابلة تلفزيونية والتي ضمت أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن ولبنان وسوريا ومصر والسعودية بقوله بأن تطرف رئيس الوزراء الإسرائيلي وصل إلى مرحلة الخَرَفْ السياسي الذي سيوصل هذا الكيان للانهيار والعزلة الدولية .
وأضاف حيث أثبت هذا الكيان أنه ولد وعاش في رحم الأزمات والصراعات وأن السلام والأمن بالنسبة له يعني النهاية وعدم الاستقرار فقد اعتمدت عبر تاريخها على الدعم الأمريكي والغربي سواء الدعم المالي أو السلاح عبر مساعدات سنوية لا محدودة وتزداد هذه المساعدات عند دخول إسرائيل في أزمة أو حرب لذا دأب قادة إسرائيل عبر تاريخها منذ عام 1948 على صناعة الحروب وافتعال الأزمات مع محيطها ليبقى صنبور المساعدات متدفقاً !
السياسة التسولية
وتابع بقوله وليس أدل على هذه السياسة التسولية عبر الأزمات من طعم أحداث 7 أكتوبر الذي صنعته وبلعته حماس لتخوض إسرائيل أطول حرب في تاريخها وترتكب أكبر مجزرة في العصر الحديث وترتكب أكبر حرب إبادة وتدمير في التاريخ لشعب أعزل تحت الاحتلال ضاربة بالعهود والمواثيق الدولية وقوانين الحروب وحقوق الإنسان عرض الحائط وتقدم نفسها دولة إرهابية لا تمت للدولة المدنية بصلة كما تتشدق وحاول الغرب تقديمها للعالم دولة ديموقراطية تراعي حقوق الإنسان! وتحظى بأول مذكرة جلب بحق رئيس وزرائها من قبل محكمة العدل الدولية !
وهكذا يثبت هذا الكيان أن السلام بالنسبة له هو نهايتها وموتها وأن الحروب والأزمات تعد مصدر دخل وبقاء ! وهذا ما فطن له القادة العرب فلم يمكنوا هذا المعتوه سياسياً من جر العالم العربي إلى أزمات وحروب يقتات منها !
وليس حديثه مؤخراً عن إسرائيل الكبرى إلا وحياً من حديث الرئيس الأمريكي ترامب الذي قال في حديث سابق أن إسرائيل بلد صغير ويحتاج للتوسع !
الوحي الترامبي
هذا الوحي الترامبي قرأه نتنياهو أنه ضوءاً أخضراً للبدء بقضم الأراضي الفلسطينية بدءاً بغزة ثم الضفة الغربية ثم الشروع في دول الجوار التي تم خلع أنيابها وتقليم أظافرها مسبقاً لهذا الهدف مثل سوريا والعراق ولبنان وبدء التربص بالجبهة الأردنية والمصرية مما ينذر بدخول المنطقة في مرحلة صراع لا منتهي !
هذا المشروع التوسعي الإسرائيلي ليس وليد اليوم بل هو حلم قديم ورد ضمن مذكرات برنارد لويس وحكماء صهيون وغيرهم من منظري سايكس بيكو !!
المشروع التوسعي الغبي
وأشار د. الشهري إلى أن هذا المشروع التوسعي الغبي لن يكتب له النجاح بل سيُعد مسمار اً في نعش دولة بدأت تتآكل من الداخل ويتخلى عنها الحلفاء التاريخيين مثل بريطانيا وفرنسا اللتان أعلنتا اعترافهما بالدولة الفلسطينية سبتمبر القادم إضافة إلى عزم دول كبرى الاعتراف بالدولة الفلسطينية مثل أسبانيا وأستراليا وعدد من الدول الأوروبية الإسكندنافية ودول أمريكا اللاتينية ليصبح العالم معترفا بالدولة الفلسطينية وحل الدولتين الذي هو مشروع سعودي قدمته الرياض في قمة بيروت 2002 وأصبح الخيار الوحيد لحل الصراع في الشرق الأوسط!
وهذا الاعتراف الدولي والعزلة الإسرائيلية كانت بجهود سياسية ودبلوماسية فاعلة وناجحة بذلتها المملكة العربية السعودية عبر دعمها المديد للقضية الفلسطينية منذ عام 1948م
وأكد د . الشهري أن العالم أصبح متخندقاً مع السعودية في الاستثمار في السلام ولم يبقى إلا إسرائيل تستثمر في الحرب وشتّان بين من يستثمر في البناء والأمن والسلام ومن يستثمر في الخراب والدمار والقتل !!
الهروب من الأزمات الداخلية
وختم بقوله لذا نقول إن مشروع نتنياهو ليس إلا هروباً من أزماته الداخلية التي تنتظر نهايته إما بالانتخابات القادمة أو سقوط حكومته ليجد نفسه أمام قضايا الفساد ومحاكمات تنتظره جراء ما اقترف من قتل وخراب طالت الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.
الكاتب والباحث في العلاقات الدولية.
اكتشاف المزيد من عين الإخبارية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.