وهم الخبرة وتجاهل الواقع الإداري !

لا تزال بعض بيئات التعليم في السعودية تعاني من فجوة في العلاقة بين المشرف التربوي والإداري، حيث ينظر بعض المشرفين للإداريين على أنهم يفتقرون للفهم أو الخبرة في العمل الإداري، رغم أن الإدارة المدرسية والإدارية اليوم تقوم على مفاهيم حديثة كالحوكمة والتميز المؤسسي، وتتطلب كفاءات نوعية لا تقل عن التخصصات التربوية.

دراسة حديثة في المجلة التربوية السعودية كشفت أن 58% من الإداريين يرون أن المشرفين يجهلون التحديات الإدارية اليومية، بينما 42% من المشرفين يعتقدون أن الإداريين لا يفهمون الرؤية التربوية الشاملة (المجلة التربوية السعودية، 2021)
هذا التباعد يؤثر سلبًا على تكامل العمل المؤسسي ويُضعف فرص تطوير الأداء، كما أشار تقرير هيئة تقويم التعليم والتدريب إلى ضرورة تعزيز الشراكة بين جميع الأطراف لتحقيق نتائج التعليم المستهدفة (هيئة تقويم التعليم، 2023)
الحل يكمن في كسر هذه النظرة المتعالية، واعتماد برامج تدريب مشتركة، مثل مبادرة قيادات المستقبل التي أطلقتها وزارة التعليم، لبناء فهم متبادل بين الإداريين والمشرفين (وزارة التعليم السعودية، 2024)

أخيرا :

النظرة الدونية من بعض المشرفين التربويين تجاه الإداريين تكشف عن قصور في فهم مفهوم القيادة التشاركية، الذي يتبناه نظام التعليم الحديث.

لا يمكن لأي جهة أن تعمل بمعزل عن الأخرى، والإداريون اليوم يحملون على عاتقهم مسؤوليات تتطلب كفاءة واحترافية لا تقل عن أي دور فني أو تربوي.

إن نجاح التعليم السعودي في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 يمرّ عبر تفكيك هذه الحواجز الوهمية، وبناء جسور من الاحترام المهني المتبادل بين جميع مكونات المنظومة.


اكتشاف المزيد من عين الإخبارية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى