الذوق العام .. مرآة المجتمع المتحضّر

كلما ارتقت الأمم في سلوكها، ازدادت اتزانًا في ذوقها؛ فالذوق ليس ترفًا اجتماعيًا، بل هو المعيار الأصدق لتحضّر الإنسان والمجتمع.

الذوق العام ليس مجرد تصرّفٍ حسن أو مظهرٍ خارجي يزول بانتهاء الموقف، بل هو صورةٌ داخلية لثقافة المجتمع وعمق وعيه واحترامه لذاته وللآخرين – حين يتحلّى الإنسان بالذوق في حديثه، وابتسامته، وقيادته، وتعاطيه مع الناس والأماكن، فإنه لا يمثل نفسه فقط، بل يُجسّد هوية وطنٍ راقٍ في فكره وسلوكه.

وفي المملكة العربية السعودية، أصبح الذوق العام ركيزة أساسية في بناء جودة الحياة، فهو لا يُفرض بقرار، بل يُبنى بالوعي  والتربية، والقدوة. وقد أولت القيادة اهتمامًا خاصًا بهذا الجانب من خلال نظام الذوق العام الذي يهدف إلى تعزيز السلوك الإيجابي، وصون المرافق العامة، واحترام خصوصية المكان والزمان، بما يعبّر عن وجهٍ حضاري يليق بوطنٍ يصنع المستقبل بثقة.

إنّ المجتمع الذي يحترم الشارع كما يحترم بيته، ويتحدث بلطف كما يفكر بنُضج، هو مجتمع يكتب لنفسه مكانًا متقدمًا في سجلّ الأمم الراقية.

فالذوق ليس قانونًا جامدًا، بل هو نبض الضمير الجمعي الذي يجعل من التفاصيل اليومية سلوكًا راقيًا يعكس جمال الداخل قبل الخارج.

وفي النهاية، يبقى الذوق العام مرآةً نرى فيها إنسانيتنا كما نحب أن يرانا العالم؛ فكلما ازدادت رقّة ذوقنا، ازداد سموّنا، لأن الذوق هو الوجه الإنساني للحضارة.


اكتشاف المزيد من عين الإخبارية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى