الذوق العام .. مرآة الحضارة ورسالة وعي

الذوق العام ليس مجرد لائحة نظامية، بل قيمة إنسانية وحضارية أصيلة أكّد عليها الإسلام يقول ﷺ: «إن الله جميل يحب الجمال». فالمظهر اللائق ليس ترفًا، وإنما هو بطاقة احترام يقدّمها الإنسان لنفسه ولمجتمعه، وصورة صادقة لوعيه وانتمائه.
ومع ذلك، فإن الواقع يكشف – للأسف – عن سلوكيات سلبية من بعض الأفراد الذين يجاهرون بتجاوز آداب الذوق العام في الإدارات والمرافق العامة، فيسيئون إلى أنفسهم أولًا، ثم يضعفون صورة مجتمعهم ويشوّهون قيمة الوعي التي نحرص على ترسيخها.
إن تعزيز الالتزام بالذوق العام مسؤولية مشتركة؛ تبدأ من الفرد، وتدعمه الأسرة بالتربية السليمة، ويؤكده التعليم والإعلام عبر التوعية المستمرة، ثم تترجمه الجهات المختصة بآليات واضحة تمنع غير الملتزمين من دخول الإدارات أو الاستفادة من الخدمات. كما أن العقوبات التدريجية، والحملات التثقيفية، وتقديم القدوات الحسنة، كلها أدوات تُسهم في بناء وعي عملي ومستدام.
الذوق العام هو مرآة حضارتنا، وعنوان رقيّنا، ورسالة بأننا مجتمع يحترم دينه وقيمه وهويته. والالتزام به ليس قيدًا على الحرية، بل هو جناح يرفع الإنسان نحو السمو، ويعكس أصالته وانتماءه لوطنه الذي نفاخر به العالم .
فهل نستشعر دورنا ومسئوليتنا تجاه ووطننا وأنفسنا ومجتمعنا بالتقيد بلائحة الذوق العام ؟ نتمنى ذلك .
اكتشاف المزيد من عين الإخبارية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.