د . تركي قبلان : قوات الدعم السريع تعاني أزمة بنيوية عميقة

أكد د . تركي القبلان رئيس مركز ديمومة للدراسات والبحوث والمحلل السياسي المعروف أن صمت قوات الدعم السريع أمام إعلان الجهود السعودية الأمريكية لإحلال السلام في السودان يكشف عن أزمة بنيوية عميقة إذ الميليشيا تواجه معضلة متعددة الأبعاد .

وأضاف القبلان بقوله : صمتها يتحول إلى رسالة سياسية ” غير مقصودة ” تعمل لصالح الخرطوم . ميليشيا الدعم السريع مقيدة بعلاقاتها الإقليمية .

وبالتالي الصمت ليس قرارًا محليًا بحتًا بل انعكاس لتعقيدات شبكة التحالفات الإقليمية التي تعتمد عليها الميليشيا وهو ما يكشف عن محدودية استقلالها في اتخاذ القرار السياسي .

وتابع القبلان حديثه بقوله أن الميليشيا تفتقر إلى البنية السياسية-الدبلوماسية التي تمكنها من الرد السريع على مبادرات بهذا المستوى . فمجلس السيادة يمتلك آليات الدولة إلى جانب خطاب سياسي متراكم صنع الفارق في التفاعل مع المبادرة .

وميليشيا الدعم السريع لكي تتحول إلى لاعب سياسي تعاني من فجوة بنيوية في هذا المجال لتتخذ قرارها – هذه المعضلة تضع الميليشيا في فخ استراتيجي . إن ردت بسرعة دون تنسيق مع داعميها تخاطر بفقدان الدعم ، وإن انتظرت لتحسين موقعها العسكري تخسر المعركة الإعلامية والدبلوماسية . وإن حاولت بناء رد سياسي متماسك تصطدم بمحدودية بنيتها المؤسسية . في كل الحالات: الصمت يتحول إلى رسالة ضعف ومجلس السيادة ينجح في احتكار صورة “الطرف المسؤول” أمام المجتمع الدولي .

هذا بالضبط ما تعنيه الجيوسياسيا الوسيطة: القدرة على التموضع السريع داخل الأطر الدولية المتحولة ، وهي قدرة تمتلكها الدول حتى الضعيفة منها ، بينما تفتقدها الميليشيات مهما بلغت قوتها العسكرية .


اكتشاف المزيد من عين الإخبارية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى