سياسي : زيارة ولي العهد لأمريكا ستحقق نقله نوعية في العلاقات

أكد د . أحمد بن حسن الشهري الكاتب والباحث في العلاقات الدولية رئيس منتدى الخبرة السعودية أن العلاقة السعودية الأمريكية أتسمت بأنها علاقات ذات أصول تاريخية متجذرة وقد تأكدت هذه العلاقة الراسخة منذ لقاء الملك عبد العزيز رحمه الله والرئيس الأمريكي روزفلت في المياه الضحلة على البارجة كوينسي عام 1945 ومنذ ذلك الوقت بدأت العلاقة السعودية الأمريكية في التقدم وتقوم على المصالح المشتركة بين البلدين وتقوم على الاحترام المتبادل بين البلدين وكذلك أيضا تنوعت هذه العلاقة ما بين العلاقة السياسية العلاقة الاقتصادية العلاقة الأمنية العلاقة العسكرية وكذلك التعليمية والثقافية والإعلامية والسياحية بما يعزز هذه العلاقة بين البلدين ويميز العلاقة السعودية الأمريكية أن هناك فصل ما بين المسارات فهناك ملفات مشتركة يتم العمل عليها وهو ما يتعلق بالتعاون بين البلدين في التدريب والابتعاث والصفقات العسكرية ولذلك نجد أنه معظم التسليح في المملكة العربية السعودية من الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بالطائرات وبقية التجهيزات العسكرية في القوات المسلحة والحرس الوطني وقوى الأمن الداخلي .

وأضاف الشهري فمعظم التسليح هو من المدرسة الأمريكية صحيح هناك تسليح غربي من بريطانيا ومن فرنسا ومن دول عديدة الصين ومن روسيا وهذه هي من طبيعة المملكة العربية السعودية أنها توزع سلة تعاملاتها وعلاقتها الدولية لكن تبقى العلاقة السعودية الأمريكية ذات خصوصية معينة مع الإدارات التي تعاقبت على الولايات المتحدة الأمريكية ما بين الديمقراطي والجمهوري فكانت المملكة العربية السعودية تتعامل مع كل إدارة وكل رئيس بأسلوب و بطريقة تجعل من هذه العلاقة لها صفة الاستمرارية وكان هناك مد وجزر في العلاقات لعل ربما اتضحت هذه العلاقات من عام 2010 عندما جاءت إدارة أوباما حصل نوع من الانكماش أو الفتور في العلاقة السعودية الأمريكية ربما على الصعيد السياسي وعلى الصعيد التعاون العسكري وربما اتضح ذلك فيما يسمى بالربيع العربي وما حصل في الوطن العربي وما أسمته كوندليزا رايس الثورة الخلاقة وما حدث أيضا في تلك الفترة من تلكؤ في تزويد المملكة العربية السعودية بالطائرات المطلوبة وكذلك منظومة الثاد الأمريكية عند ذلك ذهبت المملكة العربية السعودية إلى بريطانيا لتأمين طائرات Tornado وكذلك طائرات airofiter الأوروبية أو الفرنسية تحديدا هذا يدل على أن المملكة العربية السعودية تتعاون مع الإدارات المتحدة الأمريكية عندما يكون هناك مجال لهذا التعاون وعندما يكون هناك تلكؤ تجد المملكة العربية السعودية تذهب إلى السوق البديل.

وتابع بقوله لاحظنا عندما أيضا حصل تلكؤ في تسليم منظومة الثاد ذهبت إلى المملكة العربية السعودية لتأمين منظومة s400 الروسية وهذا حقيقة أعطى هامش من الحرية للرياض لتأمين طلباتها من أي مكان.

و عندما جاءت إدارة ترامب في فترته الأولى حصل هناك أيضا عودة للزخم الأمريكي في العلاقة السعودية الأمريكية فالسيد ترامب الذي تربطه علاقة وثيقة مع المملكة العربية السعودية وتحديدا مع سمو ولي العهد حفظه الله وحصل في تلك اللقاءات خلال زيارة سموه للولايات المتحدة الأمريكية عام 2018 وما عقده فيها من صفقات أمنية سواء دفاعية وطائرات أو في صواريخ أو في منظومات فضائية وجو فضائية وزيارة سموه الى وادي السيليكون وما ترتب على ذلك من صفقات في مجال الأمن السيبراني وفي الذكاء الاصطناعي كل هذه الصفقات المليارية حصلت مع الرئيس ترامب في الفترة الأولى وكانت الحقيقة فترة ذهبية شهدت العلاقات السعودية الأمريكية نقل نوعية على جميع الأصعدة ثم جاء بعد ذلك أيضا فترة الديمقراطيين وهي فترة السيد جو بايدن أيضا تراجعت العلاقة في عهد بايدن وعلمنا عندما صرح بنبذ القيادة السعودية وسحب منظومة الباتريوت من المملكة العربية السعودية وعودة الاعتراف بميليشيا الحوثي الانقلابية كم مكون ورفعه من قائمة الإرهاب الذي كان قد وضعها فيه السيد ترامب وحصل هناك نوع من الفتور في العلاقة السياسية الاقتصادية وفي مجالات عديدة رغم بقاء استمرار العلاقة ما بين أمريكا المؤسسات فالمملكة العربية السعودية في استمرار العلاقات الشعبية وكذلك ما يتعلق بالتدريب وما يتعلق أيضا بالصيانة وما يتعلق أيضا بالكثير من العلاقات لذلك لاحظت أنه العلاقات السعودية الأمريكية قد تمر بفترة فتور لكنها لا تنقطع ولا تتأثر الركائز الاستراتيجية في هذه العلاقات في إدارة السيد ترامب أيضا الأخيرة كانت المملكة العربية السعودية هي محطته الأولى في فترته الأولى كما كانت أيضا محطته الأولى في فترته الأولى وهذا الدليل على أنه السيد تراب يعلم أنه المملكة العربية السعودية صانعة للسلام وإنها تستثمر فيه السلام بعكس إسرائيل التي تستثمر في الحرب ولذلك لم يضعها في قائمة زيارته عندما جاء مؤخرا إلى المملكة العربية السعودية .

وكذلك أيضا تم عقد العديد من الصفقات المليارية ما يتعلق بي الطيران المدني والعسكري وما يتعلق باتفاقيات أمنية دفاعية ومشروع طاقة ذرية نووية والطاقة المتجددة والطاقة النظيفة وما يتعلق الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والأقمار الصناعية كل هذه الحقيقة صفقات المملكة العربية السعودية تعمل عليها لاسيما وهي تستقبل أكبر حدثين في هذا القرن وهما Expo 20 30 وكأس العالم 2034 .

أعتقد أن المملكة العربية السعودية بدأت من الآن تعد العدة لهذه الأحداث وهذا أعتقد يتطلب الكثير من العمل الكثير من البناء الكثير من المشاريع في المملكة العربية السعودية في إطار تحديثها قواتها الجوية وهي تسعى لتأمين طائرات المدنية وكذلك تأمين الطائرات الشبحية f35 وأعتقد أيضا ستكون فرصة أيضا لتطوير بقية المنظومات العسكرية فيما يتعلق بالطيران المسير وما يتعلق أيضا بالقوات الجوية وأيضا منظومات الدفاع الجوي وهذا أعتقد أمر طبيعي أن تقوم المملكة العربية السعودية بتطوير قدراتها الدفاعية البرية والبحرية والجوية كقوة كبيرة في منطقة الشرق الأوسط .

وأختتم د. الشهري حديثه بقوله وكما هو معلوم المملكة العربية السعودية دوما ليست تسعى إلى الحرب ولا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول وإنما هي دائما داعية سلام وقد عرف عنها أنها دائما تقف على مسافة واحدة من جميع الأحداث وهذا جعلها وسيطا موثوقاً في كل الأزمات سواء الأزمة الروسية الأوكرانية أو الأزمة السودانية أو اللبنانية أو الأفغانية أو الصومالية إلى آخره من الأزمات هذا جعل المملكة العربية السعودية تحظى بهذه العلاقة المميزة وتحظى أيضا بالاحترام المتبادل من الولايات المتحدة الأمريكية وأعتقد أن هذه الزيارة لسمو ولي العهد سوف تحقق نقل نوعية في إطار العلاقات السعودية الأمريكية من خلال منظومة من الصفقات الدفاعية والأمنية والاستراتيجية التي ربما تنتهي فترة السيد ترامب الحالية وتبقى هذه الصفقات كما هو معلوم أنه هذه الصفقات في مجال الطائرات العسكرية والطائرات المدنية وفي مجال المنظومات الدفاعية البرية والبحرية والجوية .

هذه تأخذ عقود لعشرات السنين القادمة وهذا من مميزات العلاقة السعودية الأمريكية أن علاقة ممتدة لا تتأثر بمن يأتي البيت الأبيض وإن كانت يحدث بعض الفتور لكن العلاقة الاستمرارية وما يتعلق بالعقود تكون دائما مع المؤسسات الأمريكية وبالتالي تعطي هذه العلاقة النوعية من الاستمرار في هذه العلاقة دون أن تتأثر بالمتغيرات السياسية .

الكاتب والباحث في العلاقات الدولية
رئيس منتدى الخبرة السعودية.


اكتشاف المزيد من عين الإخبارية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى