صناعة قيادات الصف الثاني ونجاح المنظمات

وجدت نفسي مضطراً للكتابة عن موضوع أظنه بات مقلقاً لكثير ممن يعملون في حقل التخطيط واستشراف المستقبل والعمل على التنمية المستدامة والسير على وتيرة التميز والتفوق والإبداع ما أمكن ذلك .
وحتى لا نذهب بعيداً في استهلالية طويلة ومتشعبة ما اقصده وأحب أن أشير إليه بيدي لا بإصبعي هو إيجاد الصف الثاني في أي منظمة أو مؤسسة أو شركة أو مدرسة أو كيان كان أهلياً أو خاصاً أو ( رسمياً ) حكومي أو ما يطلق عليه المهتمين بالعلم الإداري ( صناعة قيادات الصف الثاني ) لضمان عملية نجاح تلك المؤسسات واستمرارية استدامتها في تخصصاتها المختلفة وعدم تأثرها بمرض أو إعفاء أو انتقال أو موت قائدها ومسيرها وبخاصة إذا أتى الأمر بشكل مفاجئ .
أجزم أن صناعة قيادات الصف الثاني ليست بالعملية ( السهلة ) التي من الممكن صقلها في أيام معدودة أو أشهر أو حتى سنين عديدة بل هي عملية ممنهجة تتم بالتأهيل والتطوير والتدريب واكتساب جملة من المهارات القيادية والإدارية والخبرات ولا نغفل أيضاً الصفات الشخصية من الاحترام والاحتواء وتقبل الخطأ والتأثير والذكاء العاطفي والتواصل الفعال وإدارة الوقت والقدرة على قيادة المجموعات والاكتشاف وتطوير الإبداع والرغبة والدافعية .
خذ مثلا على مستوى القطاع الغير ربحي شاهدت ( بعض ) الكيانات تتوقف أو تتعثر بمجرد خروج أو رحيل مؤسسها بعد مضي دورته الأولى أو الثانية وكذلك بعض القطاعات الأهلية والتي تدفع اجوراً مجزية لبعض مدرائها التنفيذيين ما يدفعنا إلى طرح التساؤل التالي : ماهو مصير تلك المنظمات أو الكيانات لو تركها أولئك القادة الخارقين لأي سبب من الأسباب ؟
وكيف يمكن إعادة وهجهها في حال تعرضت لأي تعثر أو انكسار أو خسائر فادحة لعدم وجود قائد من الصف الثاني يؤتى به لينتشلها ويحلق بها بعيداً .
ختاماَ وجود قيادات الصف الثاني في أي منظمة يخفف من أعباء قيادات الصف الأولى ويجنبها الارتباك حال تقاعد أو مرض أو انتقال أحد أفرادها بالإضافة إلى أن إهمال قيادة الصف الثاني يولد فراغاً قيادي كبير عندما تسند لهم مهمة القيادة لأي ظرف طارئ ومفاجئ .
همسة
إعداد وتأهيل قيادات الصف الثاني ليس خياراً للمنظمات بل هو مطلب مهم للحفاظ على وتيرة الإنجاز بها واستدامة نجاحها في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم .
اكتشاف المزيد من عين الإخبارية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.




