دهشة من سطر واحد

صرنا نُصغي للعناوين أكثر مما نصغي للمعاني، نمرّ على النصوص كمسافرين عابرين لمحطة لا وقت لديهم للنزول فيها.
العنوان بات كافيًا لإشباع فضولٍ سريع، لكنّه لا يشبع جوع الروح للدهشة.

نحفظ الأسماء ونفقد القصص، نلهث خلف اللمعان لا الجوهر، كأن الضوء نفسه صار عابرًا لا يسكن الأشياء. كلّ شيء حولنا يدعونا إلى السرعة، حتى القراءة تحوّلت من حوارٍ مع الفكرة إلى سباقٍ مع الزمن.

أن تكون قارئًا بطيئًا اليوم هو أن تكون متمرّدًا.

أن تؤمن بأن الحرف حياةٌ لا تُختصر في وميض، وأن الكتاب نافذة على الذات قبل أن يكون على العالم.

القراءة ليست ترفًا ولا هواية، بل طقس نجاةٍ من التلاشي، طريقٌ إلى الاتزان وسط صخبٍ يبتلع الوعي حرفًا بعد حرف.
العناوين جميلة، لكنها لا تروي الحكاية.

الجوهر يسكن في العمق، في الجملة التي تربكنا، في الفكرة التي تُعيد ترتيب وعينا – فلتكن القراءة فعل مقاومةٍ ضد السطح، لأن من يعيش في العناوين… لا يعيش المعنى.


اكتشاف المزيد من عين الإخبارية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى