د . المسند : يتسأل : هل فعلاً يتساوى الليل والنهار في الاعتدالين

تسأل د . عبدالله المسند عبر حسابه في أكس هل فعلاً يتساوى الليل والنهار في الاعتدالين (21 مارس و 23 سبتمبر)؟ الجواب: من الناحية النظرية الهندسية نعم، ولكن من الناحية العملية المحسوسة لا يتساويان ودونكم التفصيل:

وأضاف لا يتساوى عدد ساعات النهار مع عدد ساعات الليل عند الاعتدالين الربيعي والخريفي وفي الواقع أن عدد ساعات النهار تكون أطول من الليل بنحو 8-10 دقائق في العروض الجغرافية للمملكة العربية السعودية؛ ويعود ذلك لعدة عوامل فلكية وفيزيائية:

أولاً: الشمس ليست مجرد نقطة هندسية مضيئة في السماء كحال النجوم، بل هي جسم ذو حجم ظاهر، ووقت شروق الشمس يُحسب رياضياً عندما تبدأ حافة الشمس العليا بالظهور فوق الأفق الشرقي، بينما وقت غروب الشمس يُحسب عندما تختفي الحافة العليا تحت الأفق الغربي، وهذه الآلية تجعل النهار يزيد من 2-3 دقائق، ولهذا السبب يكون النهار أطول من الليل وقت الاعتدالين، مما يجعل وقت تساوي الليل مع النهار يتزحزح ويتأخر عن وقت الاعتدال الخريفي (22-23 سبتمبر) إلى نحو خمسة أيام (في السعودية 26-28 سبتمبر)، في حين أن وقت تساوي الليل مع النهار في الاعتدال الربيعي (21 مارس) يتقدم عنه بنحو 5-6 أيام (في السعودية 15-17 مارس) وهذه الفروق تختلف من دائرة عرض إلى أخرى، وكلما ابتعدنا عن خط الاستواء زادت الفروقات.

ثانياً: السبب الفيزيائي هو الانكسار الضوئي، والذي يحدث عندما تمر أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض، وأثناء مرور الأشعة عبر طبقات الغلاف الجوي الأكثر كثافة، تنحني باتجاه سطح الأرض، مما يجعل صورة الشمس تشاهد فوق الأفق الشرقي عند الشروق، وتشاهد فوق الأفق الغربي وحقيقتها هي تحت الأفق!! (شرعياً نحن متعبدون بما تشاهده العين بغض النظر عن أثر الانكسار)، هذا التأثير يؤدي إلى بقاء الشمس مرئية لفترة أطول عند الشروق والغروب، مما يطيل النهار على حساب الليل وذلك عند الاعتدالين.

وبعبارة أخرى: الانكسار الضوئي يرفع الشمس حوالي نصف درجة صعوداً في سمائنا عند شروق الشمس وغروبها، وهذا يطيل وقت شروق الشمس الفعلي، مع تأخير وقت غروب الشمس الفعلي، والنتيجة هي بضع دقائق إضافية من ضوء النهار، ليس فقط في الاعتدالين بل كل يوم .. هذا والله أعلم.


اكتشاف المزيد من عين الإخبارية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى