الشخصية السعودية المتفردة

في قلب الشرق الأوسط المشتعل، حيث تتسارع الأحداث وتتباين المواقف، وقفت المملكة العربية السعودية شامخة بهدوئها، حاضرة بثقلها، ومتفردة في أسلوبها. وبينما كانت المنطقة تعيش توترًا غير مسبوق إثر التصعيد العسكري الأخير بين الولايات المتحدة وإيران، أذهلت السياسة السعودية العالم بردّها المتّزن، ورسائلها العميقة التي جمعت بين القوة والحكمة، والهيبة والهدوء.

توازن لا يُشترى، وموقف لا يُفتعل.

رغم القرب الجغرافي والسياسي من مراكز الصراع، لم تنزلق المملكة نحو ردود الأفعال المتسرعة أو التكتلات الانفعالية. بل مارست مسؤوليتها الإقليمية بحنكة، واختارت خطاب التهدئة ودعم الاستقرار دون أن تتنازل عن مبادئها. موقف وزارة الخارجية السعودية الأخير، الذي دعا إلى ضبط النفس واحترام سيادة الدول، لم يكن مجرد بيان، بل ترجمة حقيقية لشخصية سياسية ناضجة تدرك تبعات التصعيد، وتؤمن بأن الحكمة ليست تراجعًا، بل قيادة حقيقية.

سياسة تصنع الثقة

ما يميّز الشخصية السعودية في تعاطيها مع الأزمات هو أنها لا تتحرك تحت الضغط، بل تدير الضغط. هذا التوازن أكسب المملكة احترامًا دوليًا متزايدًا، إذ أصبحت في أعين الكثير من المراقبين صوت الاعتدال والعقلانية في منطقة تموج بالتقلبات. فقد نجحت في أن تكون قريبة من الأطراف كافة دون أن تفقد حيادها الاستراتيجي، وبعيدة عن الانفعال دون أن تفقد تأثيرها السياسي.

الدهشة العالمية : كيف؟

الدهشة التي أظهرها الإعلام والمحللون الدوليون لم تكن لأن المملكة قالت شيئًا جديدًا، بل لأنها أثبتت – مرة أخرى – أن القيادة ليست من يرفع صوته، بل من يحفظ اتزانه وقت الضجيج.

هذا ما جعل السعودية نموذجًا جديدًا في الشرق الأوسط: نموذج الدولة التي تُصغي للعقل، وتبني موقفها على المصلحة العليا، وتحفظ كرامتها دون استعراض.

خاتمة

وطن يعلو بصمته، ويقود برصانته .

ما شهدناه في الأيام الماضية ليس مجرّد موقف سياسي، بل انعكاس حيّ لشخصية وطن استطاع أن يتحوّل من ردّ الفعل إلى صناعة القرار، ومن المساندة إلى المبادرة، ومن التأثر إلى التأثير.

إنها المملكة العربية السعودية في عهد التمكين والاتزان، حيث الحكمة ركن، والهيبة مسار، والسيادة خط أحمر… والعالم ينصت بدهشة .


اكتشاف المزيد من عين الإخبارية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى